رحيل غاري لينيكر عن "بي بي سي" بسبب منشور اعتُبر معادياً للسامية
رحيل غاري لينيكر عن "بي بي سي" بسبب منشور اعتُبر معادياً للسامية
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اليوم الإثنين، أن ظهور قائد منتخب إنجلترا السابق غاري لينيكر، كمقدم ومحلل رياضي، سينتهي يوم الأحد المقبل، الموافق ختام موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد مسيرة استمرت 26 عامًا في برنامج "ماتش أوف ذي داي".
ويأتي القرار بعد أيام من إعادة نشر لينيكر محتوى عبر "إنستغرام" اعتُبر معاديًا للسامية، ما أثار جدلًا واسعًا على خلفية التزام الشبكة بمعايير الحياد.
وأكدت "بي بي سي" في بيانها الرسمي أن لينيكر، الذي يُعد أعلى المقدمين أجرًا في الهيئة العامة، لن يشارك في تغطية كأس العالم 2026 أو مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم المقبل، مشيرة إلى أن ظهوره في حلقة الأحد من "ماتش أوف ذي داي" سيكون الأخير له.
منشور مثير للجدل
وأثار منشور أُعيدت مشاركته من قبل لينيكر في خاصية "ستوري" على "إنستغرام" – يتضمن رسما لفأر في سياق مناهض للصهيونية – موجة انتقادات وُصف فيها المحتوى بأنه معاد للسامية، نظراً لاستخدام الفأر سابقًا كرمز تحقيري لليهود في دعايات الكراهية.
وعلى الرغم من أن لينيكر حذف المنشور لاحقًا واعتذر قائلًا إنه لم يكن مدركًا لدلالاته، إلا أن الضرر وقع.
وأصدر لينيكر، البالغ من العمر 64 عامًا، بيانًا جديدًا يوم الإثنين، شدد فيه على أنه لم يكن يقصد إثارة مشاعر عدائية، وأضاف: "أدرك حجم الخطأ والانزعاج الذي سببته، وأكرر اعتذاري الصادق. لقد كان التراجع والتخلي عن الاستمرار في هذا الدور هو الخيار المسؤول في هذه المرحلة".
إشادة من الإدارة العامة
من جانبه، وصف مدير عام "بي بي سي"، تيم دايفي، المعلق المخضرم بأنه "صوت مميز" في تغطية كرة القدم خلال أكثر من عقدين، مضيفًا: "لقد شكّلت معرفته وشغفه ركيزة مهمة في تغطيتنا الرياضية، ونشكره على كل ما قدمه". وأضاف دايفي أن القرار تم التوصل إليه بعد اعتراف لينيكر بالخطأ.
وتعرض لينيكر في السنوات الأخيرة لعدة مواجهات مع "بي بي سي" على خلفية مواقفه السياسية التي عبّر عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أحرج الهيئة التي تفرض سياسة صارمة تتعلق بالحياد.
وفي مارس 2023، أوقف مؤقتًا بعد مقارنة خطاب الحكومة البريطانية حول اللجوء بلغة ألمانيا النازية. كما وقع في فبراير الماضي على رسالة تطالب بإعادة بث فيلم وثائقي بعنوان "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب".
نهاية مرحلة طويلة
وكان لينيكر قد عبّر سابقًا عن رغبته في إنهاء رحلته في "ماتش أوف ذي داي" بعد الموسم الجاري، حيث بلغ راتبه السنوي 1.35 مليون جنيه إسترليني، ما جعله أحد أبرز الوجوه الإعلامية في الشبكة.
ومع هذه النهاية، تطوى صفحة لواحد من أبرز الأصوات الرياضية التي واكبت كرة القدم البريطانية لعقود، وسط تباين في تقييم تاريخه بين من اعتبره رمزًا للحرية التعبيرية، وآخرين رأوا أن الحياد الإعلامي يجب أن يكون خطًا لا يُمس.